من الطبيعي جدًا أن يعاني الأطفال صعودًا وهبوطًا في ما يتعلق بالدراسة، وهذا جزء من الحياة الطبيعية للعديد من الأطفال. ومع ذلك، فإننا إذا ما تعرفنا إلى المشاكل الكبيرة التي تواجههم في وقت مبكر، يمكن أن يساعدنا ذلك على المدى الطويل في إعادتهم إلى المسار الصحيح. ونتعرف في هذا المقال إلى 10 أسباب لفقدان الأطفال اهتمامهم بالدراسة، وما الذي يجب عمله حيال ذلك؟
* طفلك والدراسة.. المتابعة مهمة
من الأهمية بمكان أن تراقب طفلك لالتقاط أي علامات على وجود مشاكل تواجهه أثناء الدراسة، وإحدى الطرق الرئيسية لذلك هي أن يكون لديك علاقة جيدة معه؛ مما يساعدك في تجنب النتائج السيئة حينما يضعف ارتباط طفلك نفسيا بالدراسة؛ بما قد يؤدي إلى تخليه عنها وتركه لها، فتتعقد الأمور، ومن ثم فإن الأمور تحتاج إلى معالجة سريعة وفعالة منذ البداية.
* أسباب نقص الحافز وفقدان الاهتمام
وهنا نلقي نظرة على الأسباب العشرة التي تجعل الأطفال يفقدون اهتمامهم بالدراسة، وما يجب فعله حيال ذلك؟ ويمكن أن تظهر أعراض تلك المشكلة على شكل أداء تعليمي ضعيف، أو نقص في الحافز، أو فقدان الاهتمام بالذهاب للمدرسة أو التعلم عموما:
1. صعوبات في الاستماع أو التركيز أو الجلوس
عندما يواجه الأطفال صعوبات في الاستماع أو التركيز أو الجلوس، فإن هذا يمكن أن يؤثر ذلك بشدة في دراستهم. وبعض العلامات الشائعة على ذلك هي وجود صعوبات في تكوين الأصدقاء، وفقد الأصدقاء بسرعة، والمعاناة في المحادثات مع الأصدقاء، والمبالغة في الاستجابة للمواقف، وعدم القدرة عل مواكبة عبء العمل؛ بحيث لا يمكن الاعتماد عليه.
– كيف تساعد أطفالك؟
يمكنك مساعدتهم من خلال لعب الأدوار معهم في ما يتعلق بما هو مقبول اجتماعيًا، وما هو غير مقبول، وبعد الانتهاء من نشاط تمثيل الأدوار، تحدث معهم عما قاموا به بشكل جيد، وما لم يفعلوه.
يمكنك أيضًا التفكير في تسجيلهم في رياضة أو نشاط جماعي، مما يساعدهم على معرفة كيفية العمل في فريق، وكيف يكوّنون الصداقات.
– غالباً ما يصاب الأطفال الذين يعانون من هذه الصعوبات بالتشتت الشديد.. لذا حاول تسجيل محادثة معهم ثم استمعوا إليها سويا، وما إن تستمعوا إلى الحديث حتى يمكنكم تنبيههم إلى الموضع الذي خرجوا فيه عن السياق، وكيف يمكنهم البقاء على المسار الصحيح. ولكن في بعض الأحيان قد تكون المشكلة شديدة لدرجة قد تحتاج معها إلى مساعدة مهنية لمعالجة مستويات التركيز والاندفاع.
2. لا يشعرون بالراحة في بيئتهم الدراسية
ربما تكون قد بذلت قصارى جهدك في إعداد بيئة التعليم المنزلي الخاصة بأطفالك، ولكن لسبب ما لا يشعرون بالارتياح في المحيط، مما يؤثر في أدائهم، حيث يمكن أن يكون المكان الذي خصصته لدراستهم صاخباً جدًا، أو أن التحفيز غير كاف، أو أن المكان ليس مساحة ملائمة للدراسة.
قد تحتاج إلى إعادة التفكير في الإعداد الخاص بالتعليم في المنزل، وربما تحتاج للاستثمار في بعض الألعاب والأشياء الأكثر إثارة للاهتمام لإشراكهم أكثر في البيئة التعليمية، وتأكد من وجود مساحة محددة للدراسة، وأن بها ما يكفي للحفاظ على تنشيطهم ومشاركتهم.
كما يجب التأكد من وجود الكثير من الضوء، وأن المساحة المحددة كافية للدراسة بشكل مريح، وحاول الحد من المشتتات، واحرص على إعداد روتين جيد ومتسق حتى يعرف أطفالك ما تتوقعه منهم.
تأكد من سهولة الوصول إلى الأشياء التي يحتاجون إليها للدراسة مثل الأقلام والورق وغيرها من الأدوات المكتبية. أظهرت الأبحاث أن الأشخاص يشعرون براحة أكبر في بيئتهم التي قاموا بتخصيصها بأنفسهم، لذا شجع أطفالك على خلق مساحة دراسة مريحة عن طريق إضافة اللمسات الخاصة بهم على مكان الدراسة – حيث يمكنهم تعليق الصور أو إضافة أشياء أخرى صغيرة تعجبهم – بما يساعدهم في الاستمتاع بالدراسة.
3. لا يحبون المواد الدراسية
دعونا نواجه الأمر، لا أحد يحب كل الموضوعات الدراسية. هناك دائمًا موضوع لا يحبه الطفل ولا يتفوق فيه أو لا يهتم به. إذا كان أطفالك يدرسون منزليا، فيمكنهم أن يفعلوا ما يحبون، حيث يكون لديهم بعض الحرية للتركيز على ما يحبونه.
مع ذلك، إذا كنت تشعر بأن الموضوع مهم، يمكنك محاولة جعلهم أكثر متعة وملاءمة لهم. إذا كان أحد أطفالك – على سبيل المثال – لا يحب الرياضيات، فحاول العثور على ألعاب يمكنك استخدامها معه لجعل الرياضيات أكثر إثارة.
شيء آخر يمكنك فعله معه وهو تذكيره بأهمية الرياضيات في حياته بعد انتهاء الدراسة، حيث يشعر الأطفال في كثير من الأحيان بأنهم لن يكونوا بحاجة لموضوع ما في العالم الحقيقي، ولكن في الحقيقة فإن الرياضيات – على سبيل المثال – سوف يستخدمونها كل يوم في أشياء صغيرة، لذا أشرح لهم ذلك ليدركوا أهميتها لحياتهم.
4. لا يشعرون بالتحدي الكافي في دراستهم
في كثير من الأحيان لا يشعر الأطفال الموهوبون بالتحدي الكافي في دراستهم، مما يجعلهم يعرضون عن أداء المهام المحددة، ويشكون باستمرار من الملل، أو يشعرون بأنهم لا يتعلمون شيئًا.
إذا كان هذا هو الحال، فأنت بحاجة إلى التفكير في كيفية تعليمهم، وإيجاد عمل أكثر تحديًا بعد الانتهاء من المهام التي يتعين القيام بها. فكرة أخرى هي وضع أهداف دراسة محددة مع إطار زمني مرتبط بها حتى يعرفوا بالضبط ما يجب تحقيقه ومتى، كما يمكنك تحدي أطفالك أكثر عبر دراسة شيء إضافي أكثر تحديًا لتحفيز أدمغتهم بشكل أكبر.
5. لا يعتقدون أن جهودهم ستحسن من أدائهم
إذا كان الطلاب لا يعتقدون أن جهودهم من المرجح أن تحسن أداءهم، فلن يكون لديهم الدافع للعمل بجد. حيث يمكن أن يتأثر الدافع، على سبيل المثال:
– إذا كان من المعروف أن المنهج صعب للغاية.
– إذا كانت لديهم تجارب سابقة غير مشجعة في منهج العام أو الفصل الدراسي السابق لنفس المادة بما يقنعهم بأنهم لا يستطيعون القيام بالعمل.
– قد يكون لدى الطلاب معتقدات حول الذكاء والتعلم يمكن أن تؤثر في حافزهم، ومن هذه المعتقدات:
1. اعتقادهم أن عملية التعلم سريعة وسهلة بشكل عام (ويجب ألا تكون بطيئة أو شاقة)؛ مما يجعلهم يفقدون الحافز عندما يواجهون تحديات.
2. وبالمثل، إذا كانوا يعتقدون أن الذكاء هو شيء تملكه أو لا تملكه، وليس شيئًا تكتسبه مع مرور الوقت، فقد لا يرون فائدة للجهد الإضافي.
3. وأخيرًا، إذا كان الطلاب ينسبون نجاحهم إلى مواهبهم الفطرية بدلاً من جهودهم، فقد لا يكون لديهم الدافع للعمل، ويمكن أن يحدث هذا سواء كانوا يعتقدون أنهم يمتلكون القدرات اللازمة (أنا كاتب جيد، ولست بحاجة إلى أن أبدأ البحث في وقت مبكر)، أو يفتقدونها (أنا لا أجيد الرياضيات، فما هي فائدة المحاولة؟).
إذا كانت هذه هي الحالة، فأنت بحاجة إلى وضع بعض استراتيجيات التعلم من أجل تحفيزهم، كما يمكنك توفير فرص لهم للاستذكار ثم تقديم ملاحظاتهم؛ حتى يتمكنوا من رؤية أن جهودهم تؤتي ثمارها.. وهذا يمكن أن يساعد على تحسين ثقتهم. فإذا كان طفلك يعتقد أنه ليس جيدًا في الرياضيات على سبيل المثال، ولكنه يبدأ في العمل ويحسن الأمر، فسيكون أكثر تفاعلًا وسيزيد من بذل جهد في المستقبل عند رؤيته للنتائج.
6. فقدان الحافز بسبب المكافآت
إن هيكل وتوزيع المكافآت في عملهم اليومي يمكن أن يشجعا أو يثبطا الجهود بعدة طرق مهمة؛حيث يفقد الطلاب الحافز للعمل في مهام معينة إذا لم يشعروا بأن هناك مردودًا لوقتهم وجهدهم، وعلى سبيل المثال:
– قد لا يرغبون في أداء بعض المهام إذا لم يحتاجوا إلى استخدام المعلومات الخاصة في بعض الاختبارات أو التقييمات التي قمت بوضعها لهم.
– كما يمكن أن يصبحوا مُحبطين أو غير مهتمين بشكل كامل إذا لم تكن العلامات المخصصة لهذا الواجب كبيرة مقارنة بالجهد الذي يتطلبه القيام بالمهمة.
إذا كانت هذه هي الحالة، فتأكد من أنك تكافئ جهودهم بالطريقة الصحيحة، وأنه يتم تخصيص المكافآت بشكل مناسب للمهام التي عينتها، وأن تكون طريقة المكافأة هي عبر إبلاغهم بالنتائج على الفور عند قيامهم بعمل جيد، وإذا لم يستوفوا المعايير المحددة التي يحتاجون إلى تحقيقها قم بتشجيعهم، وأعد النظر في العمل بطريقة أكثر جاذبية وإثارة للاهتمام. وتأكد من عدم طلب مهام ضخمة مقابل مكافأة ضئيلة أو بدون مكافأة – اجعل مقدار العمل ذا صلة بمقدار العلامات التي سيتلقونها، وأخبرهم دائما كيف سيتم استخدام المعلومات التي يتعلمونها في الاختبارات والواجبات.
7. لديهم صعوبات تعلم
سيواجه الأطفال الذين يعانون من مشاكل ذهنية أو معرفية أو سلوكية أو إنمائية أو نفسية عددًا من المشاكل، مثل اضطرابات النوم وآلام المعدة والصداع والإسهال والسلوك المهووس والعدواني والانسحاب وفقدان الثقة واحترام الذات والقلق والاكتئاب، وهذا يمكن أن يؤثر فيهم بشدة عند دراستهم؛ لأنهم يمكن أن يكونوا متعبين، وفاقدين الثقة في قدراتهم، ويشعرون تجاه أنفسهم بشكل سلبي.
ومن المهم أن تكون قادرًا على تحديد ما إذا كان طفلك يعاني من أي من هذه المشكلات من أجل المساعدة، والحل الأكثر فعالية هو الحصول على مساعدات سلوكية ومهنية من المتخصصين كخيار تشخيصي وعلاجي، والذي قد يتضمن أو لا يشمل الحصول على أدوية. سيسمح هذا لطفلك بتجاوز عقباته وزيادة مشاركته في دراسته، مما يمنحه ميزة يحتاج إليها.
8. فشلهم في تحقيق أهداف معينة
في بعض الأحيان، وبغض النظر عن المجهود المبذول، فإن الطفل قد لا يحقق أهدافًا معينة. وعندما يحدث هذا يبدأ في فقدان الاهتمام بالدراسة، ولمساعدته في تجاوز هذه الأزمة، لا تقل له تعليقات سلبية حول عمله، بل شجعه وساعده في التركيز على الموضوعات التي يمكنه تحقيقها حقًا.
9. لا يتوافقون بشكل جيد مع المعلمين
سيكون هناك دائمًا معلم لا يتوافق معه أطفالك؛ وفي بعض الأحيان يمكن أن يتحول الأمر إلى مشكلة حادة، وليس مجرد مشكلة عابرة، مما قد يشجع الطفل على الانسحاب.
إذا كنت تعلمهم منزلياً، فجرّب التفكير في أفضل طريقة لتغيير سلوكك وأسلوبك في التدريس، واسع لفعل ما يناسبهم وما ينجح معهم، وفكر في ذلك من وجهة نظر عقلانية، ومن ثم ضع أسلوبًا جديدًا موضع التنفيذ.
أما إذا كان أطفالك في المدرسة فتحدث معهم عن المشكلة، وكيف يمكن إدارتها، وقدم المقترحات والأفكار التي تتفقون عليها لإدارة المدرسة والمعلمين، وأخبر المعلمين وإدارة المدرسة ببعض الأفكار حول ما يصلح لأطفالك وما لا يصلح، مما يعطيهم فكرة عن شخصية أطفالك، وهذا قد يساعدهم على تغيير نهجهم في التعامل معهم.
10. نمط العمل الدراسي لا يناسبهم
الأطفال مختلفون، مما يجعلهم يتعلمون بأشكال مختلفة، ولا يوجد نهج واحد يوائم كل الأطفال. وإذا كنت تعلمهم في المنزل، فأنت محظوظ لأنك في وضع يمكنك تكييف نمط تعليمك ليلائم احتياجات أطفالك. هل هم من المتعلمين بصريا؟ هل يتعلمون بشكل أفضل في فترة ما بعد الظهر؟ سوف تتعرف إلى أطفالك وتفهم ما الذي يناسبهم، ويمكنك ضبط أساليبك لجعلها تعمل حقًا بدلاً من الجلوس مع أطفال لا يستقبلون أي شيء منك.
أما إذا كانوا في المدرسة، فيمكنك التحدث إلى المعلم عن الصعوبات التي يواجهها أطفالك في التعلم ولماذا، وحاول أن تجد طريقة للعمل معًا لحل المشكلة بحيث يصبح طفلك متعلمًا نشطًا في مقابل المتعلم السلبي.
عن صحتك.كوم